وادي الذئاب..عربي القصة والمأساة..أجنبي التمثيل والإنتاجضمن فعاليات النادي السينمائي الذي أحدثته مديرية الثقافة بإدلب والذي تم عرض العديد من الأفلام العربية والأجنبية التي لاقت رضى الجمهور وخصوصاً باستضافة أبطال هذه الأفلام..
ومن هذه الأفلام فيلم عالمي بامتياز لاقى شهرة كبيرة جداً وشغل الرأي العام العربي والأجنبي لما فيه من نقل لصور ما يحدث في العراق من قتل وتدمير وتعذيب في السجون وإبادة للقرى والمساجد والمدارس وبيوت على رأس ساكنيها أنه فيلم وادي الذئاب الفيلم الذي شارك فيه نخبة من النجوم العالميين منهم سوريان الأستاذ غسان مسعود والفنان جهاد عبدو..
الفيلم فكرة تركية وإنتاج تركي وتمثيل تركي وسوري وغربي تحدث عن مأساة العراق وكيفية عيشهم مع الاحتلال وكيف أن الاحتلال لا يفرق بين سني ولا شيعي لا عربي ولا كردي لا مسيحي ولا مسلم، الاحتلال كما وصفه الفيلم جاء على العراق لينهب ثرواته ويبيد شعبه بالقتل بالجملة بذريعة الإرهاب، فلقد صور لنا الفيلم كيف الاحتلال يهاجم عرساً شعبياً ويقتل من فيه، كيف يهاجم مسجداً ويقتل من فيه ـ كيف يهاجم قرية كردية ويبيد أهلها ويقتل أطفالها ويستبيح نساءها، كيف يعذب السجناء المظلومون في السجون ـ كيف يتم اعتقال الأحرار والصحفيين ـ كما يوضح لنا الفيلم حقيقة المقاومة الحقيقية للعراق وكيف أن العراق أصبح فريسة سهلة صعبة الهضم في فم الاحتلال وكيف وقع في مأزق من الصعب الخروج منه.
بعد عرض الفيلم والذي استمر لأكثر من ساعتين أقيمت ندوة حوارية خاصة عن الفيلم وعن إشكالياته الفنية والفكرية حيث أنه كان ضيف هذه الندوة أحد أبطال هذا الفيلم وكان له دور مهم جداً في هذا الفيلم الذي زعزع الرأي الدولي خصوصاً في أوربا حيث تبين أن فيلم وادي الذئاب لاقى نسبة مبيعات للتذاكر في صالات السينما أكثر من مئتي ألف دولار في دولة واحدة، كما شارك في الندوة السيناريست خطيب بدلة وأدارها المخرج المسرحي الأستاذ مروان فنري إلى جانبه الفنان غسان مسعود، بدأ الندوة الفنان غسان مسعود في عرض سريع للفيلم ومشكلاته التي واجهوها أثناء عرضه لما فيه من تأثير بالرأي العام حيث أكد أن الفيلم كان يجب أن يكون عربياً خالصاً لأن مشكلة العراق مشكلة عربية عربية لا تركية ولا غير تركية فنحن أولى بأن يكون الفيلم لنا نحن العرب، لا الأتراك، ولكن الإمكانات العربية بخيلة في هذا الموضوع لأن تكلفة الفيلم كانت كبيرة جداً بملايين الدولارات.
أثناء الندوة تم طرح الأسئلة والاستفسارات من الجمهور الذي يقطنه مجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين والشعراء وغيرهم وتمت الإجابة عنها من قبل الأستاذ غسان مسعود بطل الفيلم، وهكذا تم اختتام هذا المساء الثقافي والفني بوداع الفنان غسان مسعود بسلة من الكرز ومجموعة من الكتب التي قدمها له بعض الأدباء من محافظة إدلب بعد أن أثنى وشكر الدور التركي لنجاح هذا الفيلم